9999

تشيُّع رضيّ الدين الإستراباذيّ بين الإثبات والإنكار

 بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

مذهب هذا الرجل العظيم الذي قال عنه السیوطی:

هو الإمام المشهور صاحب شرح‏ الكافية لابن الحاجب الذي لم يؤلّف عليها بل في غالب كتب النحو مثله جمعًا وتحقيقًا، وفيه أبحاث كثيرة مع النحاة واختيارات جمّة ومذاهب ينفرد بها

كتاب بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ج1 ص567

مهمّ جدًا، ولذا نرى في هامش كثير من المخطوطات يفسّر المحشّي السنّيّ قوله: «فببركات الجناب المُقدَّس الغَرَويّ» بتفاسير لا يرضى بها صاحبه، لإنكار تشيّع المصنّف، ولكن هناك نسخة جميلة، كُتبت عناوين ورؤوس مطالبها بالشنجرف، عليها علامات البلاغ والمقابلة، قوبلت على النسخة التي كانت بخط الشيخ العينيّ، كتبها محمّد بن نوح الكدغروي في 15 صفر سنة 1022 هـ، يتحفظ بها في خزانة ولي الدين جار الله – تركيا / الرقم: 1921، عليها حواش من صاحب الخزانة ومن جملة حواشيه ما كتبه على قول المصنف المذكور، لنرى تفسيره:

الصفحة الاولى

كتب في أعلى يسار الصفحة الأولى:

قوله: الغرويّ ـ وهو بالغين المعجمة ـ نسبةٌ إلى الغريّ كالغنيّ، قال في القاموس: الغري كالغنيّ: البناء الجيّد، ومنه الغريّان بناءان مشهوران بالكوفة، انتهى. والقول الصحيح أنّ عليًّا ـ كرّم الله وجهه ـ مدفون فيه. ولا يخفى ما في هذا الكلام من الدلالة على كون هذا الشارح من الشيعة. ولي الدين جار الله

الصفحة الأولى من المخطوط

ثم ننتقل إلى آخر النسخة بعد إتمام النسخة؛ فإنّ هناك مكتوب لمحمد بن أحمد المعروف بوصي زاده، يقول:

وجدتُ في خطوط بعض الفضلاء أنّ اسم الشارح محمّد بن الحسن الرضيّ الإستراباذيّ. وكان شيعيًّا يدلّ على ذلك قوله في خطبة هذا الكتاب: «وعلى السادة الأطهار من عترته وأولاده»؛ حيث لم يعرّج على ذكر الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ. وقوله أيضًا: «فإن جاء مرضيًّا فببركات الجناب المقدّس الغرويّ صلوات الله على مشرِّفه» وهو بالغين نسبة إلى الغريَّين، بناءان مشهوران بالكوفة، يقال أنّ عليًّا ـ كرّم الله وجهه ـ مدفون به. قال في القاموس: «الغريّ كالغنيّ البناء الجيّد، ومنه الغريّان بناءان مشهوران بالكوفة»، انتهى. ولا يخفى أنّ هذا الكلام من شعار الشيعة. والإستراباذيّ ـ على ما في لب اللباب للسيوطيّ ـ بكسر الهمزة وسكون السين المهملة وكسر التاء الفوقيّة وفتح الراء والباء الموحّدة وآخره ذال معجمة، نسبةٌ إلى إستراباذ من بلاد مازندران بين سارية وجرجان، يقال: إنّ جميع أهل هذه البلدة الآن شيعة متعصّبون، والله أعلم»، انتهى بعبارته. حرّره محمّد بن أحمد المعروف بوصي زاده ـ عفي عنهما ـ

الصفحة الأخيرة من المخطوط

مرحبًا بناصرنا!

هذه من نوادر النسخ التي في أولها وآخرها أثبتوا أهل السنة تشيّعَ الشيخ الرضيّ ـ رحمة الله عليه ـ.

قد يهمك أيضًا

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *