0111

هل حرف الشيخ الصدوق رواية تثبت التجسيم ؟

رمضان كريم بينما أتصفح الانترنت رأيت احدهم يحاول إثبات التجسيم وان الشيخ الصدوق مدلس وحاشاه، وانقل لكم نص كلامه:
عقيدة علي بن موسى الرضا، روى الصدوق هذه الرواية في كتاب التوحيد:

قلت له – يعني أبا الحسن عليه السلام -: جعلت فداك أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة قال: ومن هو؟ قلت: الحسن بن سهل قال: في أي شئ المسألة؟
قال: قلت في التوحيد، قال: وأي شئ من التوحيد؟ قال: يسألك عن الله جسم أو لا جسم؟ قال: فقال لي: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب مذهب إثبات بتشبيه، و مذهب النفي، ومذهب إثبات بلا تشبيه. فمذهب الاثبات بتشبيه لا يجوز، ومذهب النفي لا يجوز، والطريق في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه.

التوحيد، ص ١٠١

نلاحظ ان علي الرضا لم يجب على سؤال الجسمية لأن الصدوق بتر هذه الرواية ورواها العياشي في كتابه بتمامها بلا بتر 

عن هشام المشرقي قال‌ كتبت إلى أبي الحسن الخراساني ع رجل يسأل عن معان في التوحيد، قال: فقال لي: ما تقول: إذا قالوا لك أخبرنا عن الله شي‌ء هو أم لا شي‌ء قال: فقلت: إن الله أثبت نفسه شيئا، فقال: «قُلْ أَيُّ شَيْ‌ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ‌» لا أقول شيئا كالأشياء أو نقول إن الله جسم، فقال: و ما الذي يضعف فيه من هذا – (((إن الله جسم لا كالأجسام)))- و لا يشبهه شي‌ء من المخلوقين قال: ثم قال: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب، مذهب نفي، و مذهب تشبيه، و مذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، وذلك أن الله لا يشبهه شي‌ء، و السبيل في ذلك الطريقة الثالثة، و ذلك أنه مثبت لا يشبهه شي‌ء، و هو كما وصف نفسه أحد صمد نور

تفسير العياشي، ج ١ ، ص ٣٥٦

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


لا بأس أن نستعرض الروايات أولاً، فالرواية المذكورة قد وردت في ثلاثة مصادر من مصادر المتقدمين، وهي كالتالي:

  • كتاب تفسير العياشي
  • كتاب التوحيد للصدوق
  • كتاب الجامع للصدوق ايضًا

ونبدأ بلفظ الرواية عند العياشي في تفسيره:

عن هشام المشرقي قال: كتبت إلى أبى الحسن الخراساني عليه السلام رجل يسأل عن معان في التوحيد، قال: فقال لي: ما تقول: إذا قالوا لك أخبرنا عن الله شيئ هو أم لا شيئ ؟ قال: فقلت: ان الله أثبت نفسه شيئا، فقال: ” قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ” لا أقول شيئا كالأشياء أو نقول إن الله جسم، فقال: وما الذي يضعف فيه من هذا، ان الله جسم لا كالأجسام ولا يشبهه شيئ من المخلوقين ؟ قال: ثم قال: ان للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب، مذهب نفى، ومذهب تشبيه، ومذهب اثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، وذلك أن الله لا يشبهه شيئ، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة، وذلك أنه مثبت لا يشبه شئ، وهو كما وصف نفسه أحد صمد نور.

تفسير العياشي، ج1، ص356، تحقيق: مؤسسة البعثة – قم

ولفظ الصدوق في توحيده:

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن هشام بن إبراهيم، قال: قال العباسي قلت له يعني أبا الحسن (عليه السلام) جعلت فداك أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة، قال: ومن هو ؟ قلت: الحسن بن سهل، قال: في أي شيء المسألة ؟ قال: قلت في التوحيد قال وأي شيء من التوحيد ؟ قال: يسألك عن الله جسم أو لا جسم ؟ قال: فقال لي: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب إثبات بتشبيه، ومذهب النفي، ومذهب إثبات بلا تشبيه. فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز، ومذهب النفي لا يجوز، والطريق في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه.

التوحيد، ص100-101، تحقيق: السيد هاشم الحسيني الطهراني

ولفظ الصدوق ايضًا في كتابه الجامع وهو مفقود لم يصلنا، وهذا ما نقله عنه السيد ابن طاووس في كتابه (فرج المهموم):

محمد بن الحسن بن الوليد الثقة الامين ورواه عنه باسناده محمد بن بابويه رضوان الله عليه في كتاب الجامع، فقال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وعبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى بن عبد، عن هشام بن إبراهيم العباسي، قال: قلت للرضا (عليه السلام) أمرني بعض مواليك ان اسألك عن مسألة، قال: ومن هو ؟ قلت الحسن بن سهل اخو الفضل بن سهل ذي الرياستين، قال في أي شيئ المسألة ؟ قلت: في التوحيد، قال: في أي التوحيد ؟ قلت: يسألك عن الله تعالى جسم او ليس بجسم ؟ فقال: ان الناس في التوحيد ثلاثة، فمذهب اثبات تشبيه لا يجوز، ومذهب النفي لا يجوز، فلا محيص عن المذهب الثالث، اثبات بلا تشبيه.

فرج المهموم في تأريخ علماء النجوم، ص139-140، الناشر: منشورات الرضى – قم

فنقول: أن الراوي المباشر في رواية العياشي هو هشام المشرقي كما هو ظاهر، وأما في رواية الصدوق في التوحيد والجامع فالراوي المباشر هناك هو هشام العباسي، وقد ذهب بعض علمائنا أن العباسي والمشرقي واحد كما قال النجاشي، والصحيح على التحقيق هو ما أثبته الكشي فقد ترجم للعباسي والمشرقي في ترجمتين منفصلتين وبهذا قال السيد الخوئي، عند كلامه عن هشام بن إبراهيم المشرقي:

التغاير بين هذا، وبين هشام بن إبراهيم العباسي ظاهر، وإن كانا يشتركان في أن كلا منهما من أصحاب الرضا (عليه السلام)، وهذا ثقة ثقة، وذاك زنديق كذاب، ولأجل ذلك عنون الكشي كلا منهما مستقلا، وذكر في كل منهما ماورد في شأنه من الرواية، إلا أنه مع ذلك قد اشتبه الأمر على بعضهم فزعموا الاتحاد، والأصل في ذلك ما ذكر النجاشي من أن العباسي هو المشرقي، وهو سهو منه جزما، كما أن تسميتهما بهاشم دون هشام سهو آخر، والله العالم

معجم رجال الحديث، ج20، ص292-293

فإن قيل: هل يعقل أن يسأل رواي الإمام (عليه السلام) سؤال عن جماعة ويسأله آخر السؤال ذاته ويكون جواب الإمام متطابقا في السؤالين ؟

قلنا: أحتمال تكرر السؤال والجواب وبصيغة شبه متطابقة ضعيف، ولكن لا يقال هنا بتعدد الحادثتين وتكرر السؤال من الراوي والجواب من الإمام (عليه السلام)، بل يقال أن السؤال كان من قبل هشام بن إبراهيم العباسي بحضور هشام بن إبراهيم المشرقي، لذلك ترى اللفظ في رواية العياشي التي يرويها هشام المشرقي: (كتب إلى أبي الحسن الخراساني عليه السلام رجل يسأل)، فالظاهر هنا أنه ليس ناقل الكتاب بل شاهدا على ذلك.

ومما قد يؤيد ذلك قول هشام العباسي: (أمرني بعض موالك ان اسألك عن مسألة)، فهو هنا ناقل ذلك الكتاب وسائل الإمام عنه، وكذلك ما في السند الصدوق ما قد يؤيد حضور هشام بن إبراهيم المشرقي مع هشام بن إبراهيم العباسي عند الإمام، قوله: (عن هشام بن إبراهيم قال العباسي)، فلو كان هشام بن إبراهيم هو العباسي لما احتيج أن يقول قال العباسي، ويكتفي بالقول عن هشام بن إبراهيم قال، أو عن هشام بن إبراهيم العباسي قال، وهذا يؤيد ايضاً كون هشام بن إبراهيم العباسي ليس هو هشام بن إبراهيم المشرقي كما أفاد السيد الخوئي.

ومما قد يعارض تعدد الراوي المباشر لنفس الحادثة ما جاء في بعض نسخ التوحيد للصدوق من لفظ (عن هشام بن ابراهيم قال قال [لي] العباسي) وهو يفيد كون هشام بن إبراهيم المشرقي لم يكن حاضرًا، وإنما يروي الواقعة عن هشام بن إبراهيم العباسي.

999 2
صورة من موضع الشاهد في المخطوط، والنسخة محفوظة في المكتبة الرضوية، برقم: (1951)

فيكون السند في رواية العياشي ضعيف من جهتين، كون المشرقي لم يشهد الحادثة فهو يرويها عن العباسي، وكون الرواة بين العياشي وهشام المشرقي غير معلوم حالهم، فيحتمل كونهم ضعفاء او مخلطين وهذه الزيادة في الحديث من جهتهم، او كون هشام بن إبراهيم العباسي قد اثبت الحديث في كتابه باللفظ التام، وهو ما رواه العياشي في تفسيره، وأخرى حدث به واسقط منه بعضه لسوء حافظته، وهو اللفظ الناقص في توحيد الصدوق، ومما يقوي هذا الاحتمال ما ذكره النجاشي كون للعباسي كتاباً.

هاشم بن إبراهيم العباسي. الذي يقال له المشرقي، روى عن الرضا عليه السلام. له كتاب يرويه جماعة. أخبرنا الحسين، عن علي بن محمد، عن حمزة، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن يونس، عن هاشم، عن الرضا عليه السلام بالنسخة.

رجال النجاشي، ص 435-436، تحقيق: السيد موسى الزنجاني

وأما ما قد يدل على سوء حافظته، فهو ما رواه الحميري في قرب الإسناد:

وحدثني الريان قال: دخلت على العباسي يوما، فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة، فقلت: ما لك؟ فقال: سمعت من الرضا عليه السلام أشياء أحتاج أن اكتبها لا أنساها، فكتبها….

قرب الإسناد، ص343، تحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث

وكيفما كان فساحة شيخنا الصدوق (رضي الله عنه) بريئة واحشاه مما افتروه.

ولا بأس أن نذكر هنا توجيه للأحاديث السالفة، ففيما يتعلق بحديث الصدوق، قال السيد نعمة الله الجزائري في شرحه:

أما الأول: فهو قولهم: إنه شئ لا كالأشياء في إطلاق الجسمية والصورة عليه تعالى شأنه. وأما الثاني: فهو مذهب أهل التعطيل ، وهو توحيد من قال: إنه لا شئ، لان التحرز من إطلاق الشئ عليه يوجب أن يكون عدما محضا جل ربنا عن ذلك. وأما الثالث: فهو أنه شئ لا كالأشياء، وهذا هو الحق بالتوحيد. روى أصحابنا رضوان الله عليهم مسندا إلى يونس بن ظبيان، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، فقلت له: يا بن رسول الله، إني دخلت على مالك وأصحابه، فسمعت بعضهم يقول: إن لله وجها كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان، واحتجوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى: ( بيدي استكبرت ) وبعضهم، يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول الله ؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: اللهم عفوك عفوك، ثم قال: يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته. الحديث. وهذا نص على أن مالكا وأصحابه ممن قال بالجسم والصورة، ومع هذا فلم ينسبه أحد من علمائهم إليهم، ونسبوه إلى الهشامين تشنيعا على المذهب.

نور البراهين، ج1، ص258-259، تحقيق:السيد مهدي الرجائي

لا يقال: أن السؤال كان: (هل الله جسم ؟) ومقتضى شرح الجزائري لكلام الإمام (عليه السلام) يفيد أن السؤال كان (هل الله شيئ ؟)

لأننا نقول: أن هذا الأشكال لا يرد علينا بعد ما تقدم من قرائن تفيد وقوع نقصان صدر الحديث في رواية الصدوق في التوحيد، والذي كان فيه سؤال الإمام (عليه السلام) للعباسي عن هل الله شيئ أم لا، فيكون جواب الإمام (عليه السلام): (إثبات بلا تشبيه) يعني إثبات أنه شيئ من دون تشبيه يعني تجسيمه، وإلا لو أخذنا بفهم (إثبات بلا تشبيه) يعني إثبات الجسم بلا تشبيهه، فيصبح الكلام متناقض، لأننا إذا إثبتنا الجسم فقد شبهناه والعياذ بالله.

وأما فيما يتعلق بحديث العياشي في تفسيره، فقد وقع تصحيف في النسخة المطبوعة منه، والصحيح هو ما نقله عن التفسير السيد هاشم البحراني في كتابه البرهان:

عن هشام المشرقي، قال: كتب إلى أبي الحسن الخراساني (عليه السلام) رجل يسأل عن معاني التوحيد، قال: فقال لي: ما تقول إذا قالوا لك : أخبرنا عن الله ، شيء هو أم لا شيء ؟. قال: فقلت: إن الله تعالى أثبت نفسه شيئا، فقال ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّه شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ) أقول : شيء كالأشياء، أو نقول: إن الله جسم ؟ فقال: وما الذي يضعف فيه من هذا ؟ إن الله جسم لا كالأجسام، ولا يشبهه شيء من المخلوقين. قال: ثم قال: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب نفي، ومذهب تشبيه، ومذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، وذلك أن الله لا يشبهه شيء، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة، وذلك أنه مثبت لا يشبهه شيء، وهو كما وصف نفسه أحد صمد نور.

البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص405، تحقيق: مؤسسة البعثة.

وقد وقع الاشتباه في رواية تفسير العياشي المطبوع بسبب زيادة (لا) والكلام بها يصبح مضطرباً، والصحيح هو كما في تفسير البرهان، فيكون الكلام هكذا:

هشام العباسي: أقول: شيئ كالأشياء، أو نقول إن الله جسم ؟
[تعقيب]: لاحظ أن العبارة في تفسير العياشي المطبوع هكذا: ( لا أقول: شيئ كالأشياء، أو نقول إن الله جسم ) فهي مضطربة لا تستقيم ويخالف أولها آخرها.
الإمام (عليه السلام): وما الذي يضعف فيه من هذا ؟ إن الله جسم لا كالأجسام، ولا يشبهه شيء من المخلوقين[؟].
[تعقيب]: هنا يستفهم الإمام (عليه السلام) العباسي عن عقيدته، ويحتمل أن للعباسي كلام يؤيد عقيدة المجسمة فلم يورده حتى لا يدين نفسه، أو انه لم يحر جواباً، فيتكلم الإمام (عليه السلام) ويبين العقيدة الحقة.
الإمام (عليه السلام): إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب نفي، ومذهب تشبيه، ومذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، وذلك أن الله لا يشبهه شيء، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة، وذلك أنه مثبت لا يشبهه شيء، وهو كما وصف نفسه أحد صمد نور.

وقد عثرت على تتمة لرواية العياشي السابقة، تكشف لك عن ضعف عقله وعقيدته، أعني هشام العباسي:

عن هشام المشرقي عن أبي الحسن الخراساني (عليه السلام) قال: ان الله كما وصف نفسه أحد صمد نور، ثم قال : “بَلْ يَداه مَبْسُوطَتانِ” فقلت له: أفله يدان هكذا وأشرت بيدي إلى يده، فقال: لو كان هكذا كان مخلوقاً.

تفسير البرهان، ج2، ص331، تحقيق: مؤسسة البعثة قم

ولا يخفى عليك أنا اشرنا إلى أن هشام المشرقي يروي هذه الرواية عن هشام العباسي فهو سقط من السند هنا وهناك، وكذلك الظاهر وجود سقط في سند ومتن تفسير العياشي المطبوع ،فلا وجود هناك لكلمة (فقال) في آخر الحديث، فلاحظ بعد جواب الإمام (عليه السلام) الشافي والوافي في الرواية السابقة، رجع يسأل الإمام (عليه السلام) أفله يدان هكذا !!

وفقكم الله لمراضيه

قد يهمك أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *